GULPU - BENGHAZI 2022

الاتحاد العام للجامعات الليبية الخاصة

ميثاق الشرف للتعليم الجامعي

إيمانـــاً منا بما للعلم والتعلم من أهمية بالغة ، وقيمة روحية ، تجلت في تصدرها لدعوة الله تعالى لخلقه كافة ، في محكم آياته بقوله (( إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الانسان ما لم يعلم )) وتأكيداً على ما لمهنة التعليم من أهمية وما يضطلع به المعلم من رسالة سامية ، ومهنة مقدسة ، ومسؤولية عظيمة ، في تربية الأجيال ، وما ترنو الأمم لتحقيقه من تقدم وازدهار، في الحال والمآل ، نحسب أن } أحمد شوقي { قد عبر عنها بأبلغ بيان ، في قوله (( قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا )) كذلك عن مكانة المعلم وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وخطورة الوقوع في أي خلل أو زلل في أداء مهامه في قولـه (( وإذا المعلم ساء لحظ بصيرةٍ … جاءت على يده البصائر حولا )) .

 

وفــي الوقت الذي نؤكد فيه على ما تكتسيه القوانين واللوائح من أهمية في تنظيم الشأن التعليمي والمحافظة على ما ينبغي للمعلم والعلم من هيبة واحترام ، فلا مندوحة من التأكيد كذلك أو فوق ذلك في هذا الميثاق للشرف الأخلاقي على ما للقيم النبيلة والتقاليد الراقية والسجايا الحميدة من أهمية اكثر ، وقيمة أكبر ، في النهوض بالمعرفة العلمية والعلوم الإنسانية ، هذه القيم والتقاليد والسجايا التي تستمد حجيتها من ذاتها ، وقوة إلزامها ، مما رُسخ في الضمير العام ، من نهج سليم ، وما وقر في النفوس من خُلق كريم ، يجعلها تسمو في قيمتها وقوة إلزامها على كل اللوائح والقوانين الوضعية البحتة .

 

لكل ذلك وفوق ذلك الكثير ، نحن المؤسسين للاتحاد العام للجامعات الخاصة، قد آلينا على أنفسنا وضع هذا الميثاق الخاص بالمبادئ والقيم الأخلاقية نبراساً لشرف العمل في مهنة التعليم ، وأساساً لسلوك المعلم والمتعلم الحقيقي ، وتأكيداً لجلل وقدسية هذه المهام ، وما توجبه علينا من مسؤوليات جسام ، وفي مقدمتها بناء الإنسان، وتحصين الأجيال بالعلم والبيان ، ولما يكتسيه العمل التعليمي من أهمية بالغة ، ومكانة سامقة ، ومهابة وارفة وكيف لا وبه وبها تحققت إنجازات فارهة ، وحضارات خالدة، واجيال رائدة، كانت نتاجاً لمعارف راسخة ، وعلوم معمقة ، أتت اوكلها حصاداً مستنيراً لأعلام علمت وتعلمت بأمانة علمية وحصافة مهنية ، سجلت أعلى معدلات العطاء ، وصدقية عالية في التقويم والأداء ، والمنافسة العلمية الشريفة ، المحفزة للمواهب المتألقة والعقول المبدعة .

 

وتحقيقاً لما سلف ذكره من قيم أخلاقية وتقاليد علمية وغير ذلك من اعتبارات، تم الاتفاق على الالتزام بما هو آت :-

  1. الالتزام بالأمانة العلمية ، والقيم الأخلاقية ، والتقاليد الاكاديمية ، بالتعاون في تحقيق كل ما من شأنه النهوض بمسؤوليات التعليم الجامعي وما تضعه وزارة التعليم من خطط وما تصدره من قرارات ، وما يرنو مجتمعنا لتحقيقه من تقدم حضاري وتطور علمي .
  2. الالتزام بالسلوكيات الأخلاقية السامية ، والتقاليد التربوية النبيلة ، والسجايا الحضارية العريقة ، المستلهمة من عقيدتنا الإسلامية ، وهويتنا الثقافية ، وعادتنا الاجتماعية .
  3. التزام جميع الأعضاء في الاتحاد بروح التعاون المستمر ، والتكامل المثمر ، في نهوضهم بمسؤولياتهم ، وإنجاز مهامهم ، بما يجعلهم أُسرة واحدة متماهية مع بعضها فرادى وجماعات وأبعاض .
  4. الالتزام بمبدأ المسؤولية التضامنية الجماعية ، باعتبار وحدة الشخصية الاعتبارية للاتحاد التي تنضوي تحتها جميع الجماعات الأعضاء وما في حكمها ، لا سيما في مواجهة الازمات والعراقيل العامة والخاصة ، والتوظيف الناجع لسلاح العدد للحؤول دون الاضرار بمصلحة أي عضو بالاتحاد .
  5. الالتزام في أداء المهام ، بأمانة وإخلاص ، وضمير وصدقية في تنظيم الامتحانات ، وتقويم الدرجات ، ومعادلة الشهادات بضمانة استخدام احدث وسائل قياس معدلات الأداء ، ومعايير الاختبار ، ومراجعة وفحص الدرجات ، والاشراف المنهجي على اعداد البحوث والدراسات ، ومشاريع التخرج النظرية والعملية .
  6. الالتزام باختيار افضل الأساتذة والموظفين ، من المشهود لهم بالسمعة العلمية والخبرة الاكاديمية والالتزام الأخلاقي والديني ، والمحافظة على المظهر الحسن والسلوك المحترم ، وكل ما من شأنه النظر إلى المعنيين بالشأن التعليمي كقدوة حسنة تحتذى من قبل الكافة .
  7. العمل على ترسيخ قيم الاصالة التليدة ، والمعاصرة المفيدة ، التي ترسخ تراث امتنا ، وروح المواطنة والانتماء لوطننا ، والعمل على تطويرها بما يتماشى مع ضرورات العصرنة ، ولا ينحرف وراء المظاهر الزائفة .
  8. الالتزام بسلوك سبيل الخير والمحبة والسلام ، والتكافل والتعاون والوئام، وتوظيف العلم والمعرفة ، واستنهاض القوى الداعمة للوحدة الوطنية ، وحقوق الانسان والحرية ، واستتباب الامن والنظام ، وترسيخ اركان دولة القانون والعدل العام .
  9. الابتعاد عن جميع مظاهر تشويه المقدسات والنيل من التراث والعادات، والاستهانة بالتقاليد الجامعية ، وما يجب ان تحظى به المؤسسات التعليمية واساتذتها وطلابها من هيبة واحترام .
  10. ترسيخ أواصر الانتماء ، ومشاعر الولاء ، ومسؤولية المحافظة والدفاع عن شخصية الجامعة وان ذلك امانة ومسؤولية على عاتق كل من يرتبط بها من أساتذة وموظفين وطلبة ، وايمانهم كافة بأنها هي ايقونة الدولة وعقلها والمعين الذي لا ينضب لوعي اجيالها ، وشحذ ارادتهم وتعبئة قواهم لتحقيق أعظم الإنجازات ، وبلوغ اسمى الغايات .
  11. الايمان الحقيقي ، بالعمل الجماعي ، الاستراء الواعي ، سبيلاً راقياً للعطاء المعرفي ، وتبادل الأفكار ، وحرية الحوار ، واتخاذ القرار ، بما يحفظ حق الاختلاف، الذي يضمن التنوع والإئتلاف ، ويفسح المجال في المشاركة على قدم المساواة ، ودون ثمة استثناء ، في جميع وظائف الدولة، ويحفز الكافة لمزيد العمل والعطاء .
  12. الابتعاد في التعليم عن جميع مظاهر التطرف ونبذ الأفكار الهدامة ، وأفكار الازدراء والقبلية والتعصب والاقصاء وأساليب الهرطقة ، واعتماد المناهج الراقية والشفافية الصادقة والحوار والمحاججة ، المفعمة بناصية الأدلة الواضحة ، والبراهين الدامغة ، عملاً بقوله تعالى (( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) وقوله تعالى (( وجادلهم بالتي هي احسن )) .
  13.  الايمان بأن المنافسة العلمية الشريفة ، هي مناط الحوافز ، وأساس التقدم والتفوق ، وان المنافسة غير الشريفة ، هي مبعث الأحقاد والتخلف وانه لا مناص من التحلي بروح التنافس العلمية النقية ، التي تعتمد قواعد التفوق والاولوية ، ومن شأنها قدح الاذهان ، والجودة والاتقان ، التي تذكي جذوة الحماس المتلهف لمزيد من المثابرة والعمل ، لتحقيق مدارك الامل، في الحاضر والمستقبل ، مصداقاً لقوله تعالى (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) ففي التنافس الشريف خدمة للمجتمع والدين ، وهداية للناس ، وتقدماً للمجتمع ، وكفى بنا التزاماً بالمنافسة الشريفة والدعوة للعلم والتعلم اهتداءً بقوله تعالى (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) وقوله تعالى (( يرفع الله الذين امنو منكم والذين اوتو العلم درجات )).
  14. واختتم هذا الميثاق ، بإجماع الحضور والاتفاق ، على توقيعه والالتزام بجميع ما جاء في ثناياه من مبادئ وأحكام ، وسجايا إنسانية راقية ، وتقاليد اكاديمية سامقة، واعتباره نبراساً للجامعات الخاصة وما في حكمها ، للعمل بما جاء فيه من مبادئ وقيم واعتباره ديدن التزامها بواجباتها العلمية التربوية ومهامها الوطنية ، يحملها المسؤولية الكاملة، في القيام بجميع أعمالها بحصافة مهنية ، وأمانة علمية ، وروح وطنية ، وعقيدة دينية، وسماحة أخلاقية تربوية .
  15. وأكــدت الجامعات المؤسسة للاتحاد والموقعة على هذا الميثاق ، على أنه لا مندوحة من دعوة جميع الجامعات الأخرى للانضمام لعضوية هذا الاتحاد ، سيما الجامعات التي تؤمن بأهمية ما جاء في هذا الميثاق من مبادئ وأخلاق ، وثقتها بأنها أهلاً لتحمل ما يتضمنه من مسؤوليات أخلاقية ووطنية ودينية ، في مواجهة نفسها وبني وطنها وامتها .
  16. ولا يساورنا ثمة شك ، فيما سيكون لهذا الميثاق من فضل سبق ، وقيمة وعمق، في النهوض بالشأن التعليمي في بلادنا وتقدمها ، ولا غرو في أن الالتزام ، بما سلف ذكره من مبادئ وأحكام ، هو أولاً وفي نهاية المرام ، مسألة ضمير واحترام ، تنعقد بناصية المعنيين بالشأن التعليمي في بلادنا قاطبة ، وبالمسؤولين في هذا الاتحاد خاصة .

 


{ وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد ، وسدد خطانا أجمعين لما فيه صلاح الحاضرين واللاحقين ، وما توفيقنا إلا بالله رب العالمين }

 

Scroll to Top